قامت جمعية كرامة لحقوق الإنسان بزيارة عائلات ضحايا الاعتداء على بنايتين بالدوار السابع بمدينة حمد ، وعبرت كرامة عن تضامنها الكامل معهم ، وسعيها لدى وزارة العدل والجهات المختصة لصرف تعويضات مناسبة لهم عما لحقهم من أضرار ، وطالبت وزارة الداخلية والأجهزة الأمنية بتوفير الحماية اللازمة وضبط الجناة وتقديمهم للمحاكمة.
واستمع رئيس جمعية كرامة أحمد المالكي ونائبه سامي البحيري وفريق العمل الميداني لتفاصيل الاعتداء الميليشاوي المنظم بقنابل المولوتوف على بنايتين يقطنهما مواطنون بحرينيون – كل بناية تتكون من 8 طوابق يضم كل طابق 4 شقق – وحرق سيارات ساكنيها ، وحرق الدور الأرضي وممتلكات وتضرر شقق المواطنين .
وعبر المالكي عن تعاطف كرامة مع الضحايا وعائلاتهم ، بعد الصدمة الكبيرة التي تعرضوا لها وأطفالهم ونساءهم ، واستعرض الضحايا تفاصيل الحادث الأليم الذي تم بعد منتصف الليل وبشكل فجائي ، حيث قام تشكيل عصابي مدرب تدريبا عاليا بالهجوم المنظم على البنايتين مستهدفا السيارات وبعض المرافق والشقق بالحرق والتخريب ما أدى إلى إتلاف سيارات بالكامل وانقطاع الكهرباء عن المبنى ونشر الأدخنة بجميع الطوابق حتى الطابق الأخير (الثامن) وإلى داخل الغرف ما نجم عنه شعور الأسر والأطفال بالاختناق ، ونظرا لاتساع الحريق وعدم القدرة على السيطرة عليه في بادئ الأمر قام الدفاع المدني بإجبار الموطنين على الإخلاء الإجباري خشية انفجار المبنى نتيجة قرب محطة الكهرباء وكثرة اسطوانات الغاز ، ما نشر حالة من الفوضى والهلع بين الأسر والعائلات نتجت عنها أضرار نفسية كبيرة .
وقال أحد الضحايا ، وهو رب أسرة بحريني ، إن ابنته الصغيرة من شدة الهلع ترفض العودة إلى شقتها ، ويجافيها النوم وتعيش في خوف وقلق مستمر من هول الصدمة .
ووجدت كرامة أن من عائلات الضحايا كانت من الطائفتين الذين يعيشوا في وئام وانسجام بلا مشاكل ، وطالهم الاعتداء دون تمييز ،جاءوا واجتمعوا مع كرامة وعبروا عن تضامنهم مع إخوانهم السنة مؤكدين أن أن الإرهاب لم يميز بين سني وشيعي .
ومن جهته أكد المالكي أن البحرين لم تعرف هذا الانقسام الطائفي البغيض إلا مؤخرا ، وكانت أحداث فبراير 2011م هي التتويج لهذا الشحن والتحريض المذهبي ، ما أدى لشرخ طائفي غائر في النسيج الاجتماعي يشوه المخيلة العامة للطوائف ، ويسئ لقيم العيش والتجانس بين الطوائف وقد يحول البحرين لكانتونات معزولة يخاف بعضها البعض ، ما ينجم عنه انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان .
وطالبت كرامة وزارة العدل بتعويض الضحايا لاسيما ممن احترقت سيارتهم بالكامل ، وتقديم مساعدة عاجلة لهم ، لاسيما مع قدوم العيد وحاجتهم الشديدة لتدخل الدولة ورعايتها ، مؤكدة كرامة على سعيها لدى الجهات المختصة في هذا الشأن.
اترك رد