خالد السردي:بعد أن انهالوا عليه بالضرب وسالت دماؤه في جامعة البحرين قالوا له :” إن لم تقم سنذبحك مكانك”!! (انتهاكات المعارضة في جامعة البحرين)

خالد السردي الطالب في جامعة البحرين يستذكر محاولة قتله من قبل مجاميع تخريبية انتهكت الحرم الجامعي  ويسرد وقائع مأساوية تعرض لها  في جامعة البحرين في 13 مارس 2011م

13316406092

في مثل هذا اليوم 13/03/2011م من العام الماضي خرجت إلى جامعتي جامعة البحرين ولم أكن أتوقع أن بعد ساعات سوف تحدث لي أحداث لن أعود على إثرها إلى المنزل في الوقت المحدد , في مثل هذا اليوم كشفت المعارضة عن وجهها الحقيقي وكشرت عن أنيابها وهجمت على حرم جامعتنا واعتدت على الطلبة الأبرياء في صباح 13/مارس/2011م كنت أنا وزملائي ضحية إهمال أمني عشنا فيه لحظات الموت بكامل مقدماته, وسأحاول أن أذكر لكم مجريات أحداث ذلك اليوم المشؤوم في الجامعة :

في صباح ذلك اليوم خرجت مسيرة مكونة من شباب المعارضة كانت متجهة إلى الجامعة وعندما وصلت إلى كلية المعلمين حدث اشتباك بينهم وبين طلبة الكلية وفي أثناء هذا الاشتباك لم يراع هؤلاء حرمة مكان التعليم ولا حرمة المرأة وهنا تمّ الاعتداء على بنات من الطائفة السنية, فقام مجموعة من الشباب بإخراج البنات إلى مواقف السيارات لمنع الاعتداء عليهن وأعطى البعض مفاتيح سياراتهم للبنات للاحتماء بها في حال تم ملاحقتهن، ثم قمنا بالوقوف بين الكلية وبين مواقف السيارات لمنع الوصول إلى البنات، فتجمع الطلبة المخربون أمام كلية المعلمين ولكن أمن الجامعة كان يقف بيننا؛ لمنع الاشتباك المباشر ثم قام المخربون بترديد عبارات استفزازية لإثارتنا، فكان ردة فعلنا أن قمنا بترديد عبارات من مثل: ( الشعب يريد خليفة بن سلمان) وغيرها, فقاموا برمينا بالحجارة، ومن باب الدفاع عن النفس قمنا بالرد عليهم بالمثل، إلا أن أمن الجامعة كان مسيطراً على الموقف إلى أن وصلت دوريات الشرطة ووقفت بيننا وبين المخربين.

عندما وصلت الشرطة قام المخربون بالهروب إلى خلف الكلية وطلبوا منا التوجه إلى مبنى (S) حتى تأتينا “باصات” لتنقلنا إلى خارج الجامعة، في بداية الأمر رفضنا لأن الذي جرى لم يكن بالشيء السهل إلا أنهم أصروا على ذلك فوافقنا وتوجهنا إلى المبنى.

وقفنا ننتظر مجيء “الباصات” كما أخبرتنا بذلك الشرطة، واستمر الانتظار والتوتر والاحتقان والارتباك مما حدث ومما سيحدث هو المسيطر على الجميع، وزاد الأمر سوءاً أن “الباصات” التي وعدت بها الشرطة لم تأتِ بعد، ثم تفاجأنا بالتواجد الأمني ينسحب من الكلية، وفي هذه الأثناء جاءنا الخبر بأن المخربين ما يزالون متجمعين عند “مُجمّع المطاعم” والشرطة هناك غير قادرة على التعامل معهم ولا منعهم من التوجه إلى الكلية.

هنا قررنا أن يذهب أحدنا إلى سطح الكلية لمشاهدة ما يجري ولكي يستطلع وصول “الباصات” التي وعدت بها الشرطة، وكان هذا الشخص هو “أنا” ولما كان باب سطح الكلية من خارج المبنى وليس من داخله خرجت مسرعاً فصعدت، وما إن وصلت إلى السطح ولم تمر سوى دقائق حتى رأيتهم وهم يهرعون تجاه الكلية، فأطلقت صوتي محذراً الزملاء ودعوتهم لدخول قاعات الكلية وإغلاق الأبواب على أنفسهم.

بينما أنا أصيح محذراً شعرت أنهم رأوني وفعلاً رأوني، وفور وصولهم حاصروا الكلية بالكامل وأخذوا يرمون بالحجارة بقوة على الأبواب وعلى النوافذ ولما لم أستطع النزول من السطح بسبب حصارهم لمبنى الكلية استهدفوني بالحجارة أيضاً وكنت أرد عليهم بما يرمون من حجارة وفي هذه الأثناء أصابتني حجر على فمي ليسيل بعدها نزيف متواصل والأمر لم يتوقف هنا وإنما استمر بعد وصول “الباصات” وشاحنات “سكسويلات” تحمل مدداً من الأشخاص الآخرين يتوشحون أسلحة بيضاء وهراوات، وما إن انضموا إلى من سبقوهم في حصار الكلية إلا وبدأ التكسير والاقتحام وهنا ارتفعت صرخات الطالبات مع ارتفاع أصوات التكسير واقتحام أبواب ساحات الكلية من قبل المخربين وهم يحملون الأسلحة.

هنا أحسست وكأن شيئاً سينتهي، أخرجت الهاتف بسرعة واتصلت لوالدتي أخبرها بالأمر وختمت بالقول لها (أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله) ثم أغلقت الخط

في هذه اللحظات وأنا مازلت على السطح ندمت على اتصالي لأمي لأني زدت من قلقها وما كان ينبغي أن أفعل ذلك لكن الوضع لم يترك لي مجالاً للتفكير، وأنا في هذا الشعور بعد الاتصال بأمي سمعتهم يقولون” السطح السطح” ثم سمعت وقع أرجلهم على السلّم الحديدي أثناء الطلوع فأيقنت أنها النهاية فسلمت أمري لله واستحضرت على لساني “الشهادتين”.

أول شخص يظهر لي من باب السطح وتقع عيني عليه مباشرة كان يلبس الكفن الأبيض، ثم تلاه في الصعود مجموعة وهنا لم أكن أنفك عن ترديد الشهادة وهم يحصروني شيئاً فشيئاً، حاولت المقاومة فلم أستطع لكثرتهم وأنا أتراجع إلى الخلف سقطت على الأرض، وفور سقوطي بدأ الضرب ينهال علي ولأني كنت أخشى على رأسي كنت أحوطه بيدي لحمايته.

استمر الضرب لوقت طويل بدأ جسمي يفقد إحساسه وفي أثناء الضرب كانوا يشتمون الشيخ جاسم السعيدي ويتهمونني بأنني من أنصاره ، ومما وعيته وأنا تحت ضرباتهم قول أحدهم(شباب خلنا نطلع عيونه وقال آخر خلنا نرميه من السطح وقال ثالث خلنا نوديه على الدوار حتى يصبح عبره) ولم تكن لساني قد تركت ترديد الشهادة وهم يضربون، أحسست بدوار شديد في رأسي من شدة الضرب إلى وصلت إلى مرحلة تمنيت فيها أن يغمي علي حتى لا أحس بالألم.

كانت الطائرة المروحية تحوم فوقنا فأحسست بالأمل في الحياة، عندها قالوا لي: قم.

فقلت :لا أستطيع !! فقالوا:” إن لم تقم سنذبحك مكانك”!!

حاولت القيام ولم استطع.

فقاموا بسحبي وضربي حتى وصلت إلى الأسفل، كان هذا الضرب يأتي علي وأنا غارقٌ في دمي وفي حالة يرثى لها.

وعندما أوصلوني إلى الأسفل ظننت أن الأمر انتهى وإذا بآخرين يباشرون ضربي بنفس الوتيرة مرة أخرى وأنا على نقالة الإسعاف ولم ينتهي الضرب إلا عندما أغلقوا باب سيارة الإسعاف، هنا أحسست أن الأمر انتهى وشعرت أنه بالإمكان أن أبقى على قيد الحياة.

في سيارة إلاسعاف كانت الممرضة تشتمني والدماء تملاء جسمي وقررت أن تأخذني إلى مستشفى السلمانية، و كان كل همي أن أصل للمستشفى العسكري!!! فكنت أترجاها وأتوسل إليها أن تأخذني إلى المستشفى العسكري إلا أنها رفضت، أخذ جسمي ينتفض ويهتز بشكل كبير, فاعتقدت أني سأموت. عندها فقط قالت الممرضة:(خذوه للعسكري) وعندما أوصلوني سألتهم: ( أنا وين) قالوا: (أنت في العسكري فأغمي عليّ لحظتها).

كان الخبر قد بلغ أبي وأمي فوصلا بسرعة إلى المستشفى العسكري ومرّا من أمامي ولم يعرفاني إلا عندما غسلوا الدم عن وجهي.

صوري وأنا مصاب : –

13/مارس/2011م يوم ميلادي الجديد في هذه الحياة بعد أن كنت سأغادرها نهائياً بسبب أني لا أنتمي لطائفة المخربين.

ما زلت أعاني من بعض الإصابات إلى اليوم وبعضها ستستمر تصاحبني طوال حياتي.

برغم كل ما حدث لي من إيذاء جسدي ونفسي إلا أني أقسم بأن شعور الفخر تعمق فيّ أكثر لأن اسمي أرتبط بشرفاء البحرين الذين تعرضوا للأذى من أجلها, وكان مما هون علي مصابي وخفف عني الحزن وقفة الشعب البحريني الشريف ودول الخليج والعرب فقد أخرجتني من الوضع النفسي البئيس الذي لحقنا في بداية الأحداث

خالد السردي هو المثال الواحد فقط الذي ظهرت قضيته وإلا فهناك طلبة غيره تم الاعتداء عليهم, فيديو الاعتداء كان من أقوى وأكبر الأدلة على وحشيتهم وعندما كان يُذكر لهم خالد السردي تخرس ألسنتهن

وقد أسفر هذا الإعتداء على الطالب خالد عن إصابته بجروح متفرقة وكسور في الوجة والأنف، ونزيف بالعين، وكسر بعظمة كوع يده اليمنى، وكسر 3 أصابع في اليد اليسرى، وكسر في الأسنان العلوية والسفلية.

يقول خالد السردي: لو كنت معارضاً للحكومة  لكانت المعارضة جعلت من قضيتي قضية إنسانية تتجاوز حدود البحرين لتصل إلى العالم ولكن لأني سُنّي لم يكن الاهتمام بقضيتي الإنسانية بالشكل المطلوب.

في 18 شهر تشرين الثاني نوفمبر 2012 أصدرت محكمة الاستئناف العليا حكماً مخففاً في قضية الاعتداء على الطالب خالد السردي في جامعة البحرين من 5  سنوات إلى سنتين فقط.

383106_249521591784107_1308387361_n

13316406091

filemanager20121119-103052

اترك رد

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

%d مدونون معجبون بهذه: