أخفوه في غرفة غير معلومة في مجمع السلمانية الطبي حتى مات (انتهاكات الكادر الطبي)

6e3b8a3c-285b-4d83-858a-075f76230349

14 فبراير 2011 وما بعده  كانت أياماً تضرر فيها الكثير ممن لم يكونوا طرفاً في الأحداث التي تزعمتها المعارضة التي اتسمت بروح الطائفية وتعدت على الآخرين بسبب معتقدهم أو انتمائهم للطائفة التي ينتمون إليها.

فاطمة المضاحكة تحكي ما حدث لأبيها الذي كان ضحية من ضحايا الكادر الطبي المنحاز للطائفي ضد الإنسان في مستشفى السلمانية:

بدأت أحداث مأساتنا في تمام الساعة الثالثة والنصف مساءً يوم الأربعاء الموافق 16 من فبراير حيث تم الاتصال بالإسعاف وكانت حالة والدي حرجة للغاية حيث كان يعاني من ضيق حادٍ في التنفس وكاد أن يفقد الحياة لولا عناية الله ووجود ممرضة العلاج الطبيعي التي قامت ببذل قصارى جهدها لإعادة التنفس لوالدي حيث إن الإسعاف لم يصلنا إلا في تمام الساعة الخامسة إلا الربع بعد جهد جهيد وبعد محاولات عديدة لاستعجال قدومهم وعندما حضر المسعفون سألناهم عن سبب التأخير فأجابونا بأنه للتو تلقوا البلاغ وحضروا على الفور وبعد معاينة حالة والدي اتضح لهم بأن حالته تستدعي نقله إلى المستشفى على الفور ودون تأخير فقاموا بنقله إلى مجمع السلمانية الطبية (قسم الطوارئ والحوادث) في نفس اليوم (16 فبراير 2011م) في تمام الساعة الخامسة مساءً للعلاج وبعد عمل الفحوصات اللازمة تبين بأنه يعاني من ضيق في التنفس والتهاب حاد في الصدر والمسالك البولية مما يتطلب مكوثه في المستشفى لتلقي العلاج.

ولكنه بقي في قسم الحوادث والطوارئ لغاية الساعة 12 صباحاً بعد محاولات يائسة لإدخاله إلى الجناح من قبل قسم إدخال المرضى حيث ذهبت والدتي وطلبت إدخاله إلى الجناح ولكن أجابوها بعدم وجود سرير فذهبت أختي بعدها بخمس دقائق فأخبروها بوجود سرير بعد محاولات مصحوبة بالرجاء مما يعكس ذلك التلاعب الموجود لدى هذا الموظف ووجود أسرَّة غير مشغولة.

بعدها تم نقله إلى جناح 56 مع والدتي وأختي والممرضين وبعد الاطمئنان على وضعه في الجناح تم مغادرة المستشفى ولكن في اليوم التالي ذهبنا لزيارة الوالد وهو يوم الخميس الموافق 17 فبراير 2011م حيث كانت البحرين تشهد فوضى واضطراب شديدين بالأخص عند بوابة مجمع السلمانية الطبي, فلم نعثر عليه في ذلك الجناح فسألنا عنه، وكان الكل يقول بأن هذا الشخص غير موجود في هذا الجناح، ولم يكن موجوداً من الأساس وأعطونا تاريخ آخر دخول له للمستشفى – وللعلم لم يكن بتاريخ أمس يوم إحضاره – فغادرنا بعدها وقمنا بالاتصال بذلك الجناح مراراً وتكراراً وتلقينا نفس الجواب.

قمنا بالبحث عنه لدى مركز إدخال المرضى فأجابونا بأنه لا يوجد لديهم مريض يحمل هذا الاسم أو أي شخص دخل المستشفى بالأمس بهذا الاسم.

فكان الرد: كيف ونحن قمنا بنقله لكم عبر سيارة الإسعاف الخاصة بكم؟!!!!

هل يعقل بأن يكون المريض في المستشفى وإدارة إدخال المرضى والجناح لايعلمان مكان تواجده؟!!!!!

وبعد محاولات متكررة بسؤال الموظف في قسم إدخال المرضى أجابنا بأنه ربما يكون موجود في قسم الإقامة القصيرة لدى موظفة تدعى “جميلة”.

في يوم الخميس الموافق 17 فبراير 2011م قمنا بالاتصال بها فقامت بالصراخ علينا، ونهرتنا قائلة: لماذا يخبركم هذا الموظف باسمي وماذا تريدون من اسمي؟

ولا يخفى عليكم بأن هذا القسم يفتقر للمعدات والتجهيزات الطبية التي يحتاجها والدي دون النظر إلى حالته الصحية ومدى خطورتها (علماً بأن والدي متعرض لحادث سابق ما أسفر عنه عجزه بنسبة 100%), وفي اليوم التالي الجمعة الموافق 18 فبراير 2011م قمنا صباحاً بالاتصال بقسم الإقامة القصيرة للاطمئنان على حالته، فأخبرونا بأنها ساءت جداً، والسبب يعود لعدم توافر الأجهزة الكافية في المكان الذي نقل إليه.

تم نقله بعد ذلك إلى الإنعاش فزرناه وكانت حالته حرجة للغاية، وفي يوم السبت الموافق 19 فبراير 2011م قمنا بزيارته وكانت المفاجأة أننا لم نجده في المكان الذي تركناه فيه، وعند سؤالهم أجابونا بأنه في الطابق الخامس جناح 56 في غرفة خاصة رقم(1) نتيجة إصابته بمرضٍ معدٍ وبعده بيوم (يوم الأحد 20 فبراير/2011م) وافته المنية.

كان كل ذلك بسبب المعاملة غير الإنسانية للمريض وعدم القيام بالواجب تجاهه لدواعٍ طائفية في مهنة يتحتم أن تكون فوق الأحقاد والطائفية.

اترك رد

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

%d مدونون معجبون بهذه: