بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة المخدرات الذي يصادف اليوم 26 من يونيو من كل عام تؤكد جمعية كرامة على حق الإنسان في أن يتمتع بحقه في الحياة الكريمة الخالية من الأمراض التي يسببها الإدمان وخصوصاً إدمان المخدرات التي باتت تشكل أبرز تهديد لحياة الإنسان بعد الحروب، وحماية حق الإنسان في الحياة وحقه الاقتصادي والاجتماعي منوط بالحكومات ومؤسسات الدولة التي يجب عليها أن تشرع قوانين وعقوبات وتعمل على إنشاء مؤسسات أمنية تكافح تجارة المخدرات ومؤسسات توعوية تعمل على توعية أبناء المجتمع من مخاطر هذه الآفة الخطيرة.
المخدرات وحق الإنسان في الحياة:
يعد حق الإنسان في الحياة والحق في التمتع بأعلى مستو من الصحة من أقدس الحقوق الإنسانية، حيث أنهما يتعلقان بوجود الإنسان وقدرته على البقاء والاستمرار، وفي ذات الوقت فإنهما يشكلان هدفاً مباشراً لآفة العصر”المخدرات” وقد حظي هذان الحقان بحماية في المواثيق الدولية المختلفة، فقد نصّ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الصادر عن الأمم المتحدة في الفقرة 3 ما يلي “لكل فرد الحق في الحياة والحرية وسلامة شخصه.”
ومفهوم “الصحة” التي هي دليل على اكتمال حق الحياة للإنسان كما عرفتها منظمة الصحة العالمية هي حالة من (اكتمال السلامة بدنياً وعقلياً واجتماعياً لا مجرد انعدام المرض أو العجز)، وتشير الدراسات والأبحاث والواقع العملي إلى أن الآثار الصحية الناجمة عن تعاطي المخدرات على الصحة البدنية والنفسية والعقلية كفيلة بأن توصل الفرد إلى مرحلة من العجز الجسدي والنفسي قد تؤدي به في كثير من الأحيان إلى الوفاة المبكرة أو الانتحار؛ فالعقاقير المخدرة تحدث تغييرات في وظائف أجهزة الجسم المختلفة وأدائها وينتج عن هذه التغييرات اضطرابات فيزيولوجية ونفسية وعقلية تنعكس آثارها في النهاية على شخصية الفرد وإدراكه وقدراته الجسمية والعقلية.
وقد أخذت مشكلة المخدرات بعداً مأساوياً جديداً تمثل في تفاقم انتشار فيروس نقص المناعة المكتسبة (الايدز) بين متعاطي المخدرات بطريق الحقن الوريدي.
المخدرات وحق الإنسان في التنمية الاقتصادية والاجتماعية:
تعرقل عملية تعاطي المخدرات تقدم الإنسان على المستوى الاقتصادي والاجتماعي؛ فالإنسان الذي يتعاطى المخدرات يصبح في كثير من الأحيان عاجزاً عن تدبير شؤونه الخاصة أو الإيفاء بالتزاماته تجاه الآخرين فيصبح عالة على أسرته ومجتمعه وذلك نتيجة لعدم مقدرته على ممارسة حقه الطبيعي في العمل ،كما يعاني الإنسان الذي يتعاطى المخدرات من الحرمان من التعليم والمشاركة والاندماج في الحياة الثقافية والاجتماعية بسبب ظروفه الصحية وبسبب عجزه الاقتصادي عن الإيفاء بتكاليف التعليم ويمتد هذا الأمر ليشمل أفراد أسرة المتعاطي.
ناهيك عن تدني المنزلة الاجتماعية لمتعاطي المخدرات في المحيط الذي يعيش فيه وما ينجم عن ذلك من حدوث خلل في شخصيته يؤدي به في نهاية المطاف إلى تجاهل الأدوار الموكلة إليه وإهمالها وبالنتيجة تفكك الأسرة وتفشي ظاهرة العنف بين أفرادها وفي أحيان كثيرة يلجأ الإنسان تحت تأثير الرغبة الشديدة في تعاطي المخدرات إلى ارتكاب أنماط مختلفة من الجرائم. والمخدرات سلاح فتاك لا يكتفي بالمساس بحقوق شخص المدمن فحسب بل يمتد أثره إلى كل المحيطين به.
جهود مملكة البحرين في مكافحة المخدرات:
وفي مملكة البحرين تقوم وزارة الداخلية مشكورة من خلال إدارة مكافحة المخدرات بقيادة مديرها المقدم الدكتور مبارك بن حويل ، بجهود كبيرة في مكافحة عمليات التهريب بالتعاون مع الجهات المعنية ورجال الأمن والجمارك وغيرها ، ما أدى إلى ارتفاع كمية المواد المخدرة المضبوطة بالكيلو جرام في عام 2012م لتبلغ 315.509.74 مقارنة بـ 22.796.89 في العام 2011 م ، وهذا بدوره أدى إلى انخفاض عدد الوفيات نتيجة الإدمان من 26 حالة في عام 2011م إلى 7 حالات في عام 2012 م.
اترك رد