لا يرى ولا يسمع ولا يتكلم
صدر قرار بتعويضه ولم يتم تنفيذه حتى الآن
قام وفد من جمعية كرامة لحقوق الإنسان بزيارة المؤذن الباكستاني محمد عرفان بخش في المستشفى العسكري بعد تردد شائعات مغرضة حوله ، حيث وجده وفد الجمعية وللأسف كما كان قبل ثلاث سنوات حين دخل المستشفى على إثر الاعتداء الوحشي عليه في 13 مارس 2011م ، إذ لم تتحسن حالته الصحية بما يمكنه من النطق أو السمع أو الحركة ، وقام الأطباء بعمل فتحة في عنقه حتى لا يصاب بالاختناق جراء تجمع البلغم بما يمنع من القدرة على التنفس ويتم تغذيته بالسوائل من خلال أنابيب معدة لذلك .
وقال أحمد المالكي رئيس جمعية كرامة لحقوق الإنسان إن الحالة الإنسانية لعرفان ينفطر لها القلب أن تراه في نفس حالته ونفس غرفته التي يرقد بها منذ 3 سنوات دون أن تقوم الدولة والجهات المعنية بواجبها في تقديم التعويض الكاف له أو تسفيره إلى دولة قادرة على علاجه بالشكل المناسب ، فرغم أننا علمنا أن هناك قراراً بتعويضه ولكن حتى الآن لم يتم تقديم أي تعويض لعرفان وأسرته رغم عظم ما تعرضوا ويتعرضون له ، بل هناك إهمالاً رسمياً لحالته وتجاهلاً للرجل الذي أصيب بالشلل والعجز التام ، بإقرار الطبيب الشرعي أمام محكمة الاستئناف ، ولايزال ممددا على فراش المرض لا يرى ولا يسمع ولا يتكلم ولا يقوى على الحركة ، وشقيقه بجواره يرعاه طيلة هذه الفترة دون أن يكون له عمل يقتات منه ويصرف على نفسه وعائلته ، حيث يعيش على مساعدات الخيّرين وتبرعاتهم .
وقال المالكي علمنا أن هناك نية لإخراج عرفان من المستشفى وإخلاء غرفته دون أن يكون هناك بديلا لعلاجه ، ولكن وزارة الدفاع وفي اللحظات الأخيرة سمحت ببقائه مجددا بعد تدخل المسئولين ، ورغم أننا نشكر لهم هذه اللفتة الإنسانية والوطنية ، إلا أننا نأمل من الدولة أن تقوم بواجبها في توفير العلاج المناسب لعرفان بخارج البحرين وتقديم الدعم اللازم له في أسرع وقت ممكن .
وأكد المالكي أن هناك مشروعا خيرياً لإعالة محمد عرفان وعائلته ، عبارة عن وقف خيري مخصص لعلاجه والإنفاق عليه يكون تحت الرقابة المالية والإدارية من قبل أحد الجمعيات الخيرية ، ولكن المشكلة في عدم وجود التمويل رغم وجود وعود رسمية ، وعدم قيام وزارة العدل بتعويض عرفان عن الإصابة التي تعرض لها وجعلته في حكم الأموات حيث لا يرى ولا يسمع ولا يتكلم .
وطالب المالكي من مكتب التعويضات التابع لوزارة العدل اعتبار حالة عرفان مثل حالات الوفاة الناجمة عن أحداث 2011م ، أو تنفيذ القرار الصادر بتعويضه والمعطل حتى الآن بلا سبب معروف ، فلا يليق ببلادنا أن تترك هذا المسكين راقدا ممددا ، وعائلته مفجوعة ومحتاجة تمد يدها لتسد رمقها ..!.
وكان تقرير اللجنة المستقلة لتقصي الحقائق قد أشار في الفقرة 1516 إلى أنه في يوم 13 مارس 2011م تعرضعامل بنّاء ومؤذن باكستاني) محمد عرفان بخش) إلى إصابات خطيرة بالمخ وجروح بالغة عميقة باللسان إثرتعرضه لهجوم وحشي على يد المتظاهرين. واستعرض محققو اللجنة الصور الفوتوغرافية والتقارير الطبية التيتؤكد جميعها جسامة الإصابات التي تعرض لها” . وقام محققو اللجنة بزيارة هذا الشخص يوم ٢٨ أكتوبر ٢٠١١ ،حيث كان على نفس الحالة الصحية من عدم القدرة على التحكم الجسماني في النفس .
ووفقاً لمحكمة الاستئناف فإنه بعد زيارة المجني عليه بالمستشفى العسكري لمعاينته، وبعد استجواب الطبيب المعالج له ثبت أن محمد عرفان يعاني من نزيف وجلطات في المخ إضافة إلى وجود قطع في اللسان لم يصل إلى مرحلة البتر ، فتم خياطة الجرح باللسان وتطلب الأمر إجراء عملية بالمخ لسحب النزيف واستلزم ذلك رفع غطاء الجمجمة والاحتفاظ بالغطاء لمدة أكثر من شهر ليتبين ورم في المخ نتيجة الاعتداءات التي تعرض لها المجني عليه في الرأس لم تسمح بإعادة غطاء الجمجمة مرة أخرى بسبب زيادة حجم المخ لتورمه وبعدما عاد المخ لحجمه الطبيعي أعيد غطاء الجمجمة مرة أخرى فتم خياطة فروة الرأس.
اترك رد