مكتب اليمن.
09/ يونيو تموز/ 2015م
يتعرض الأطفال في اليمن لانتهاكات جسيمة ومروعة أغلب تلك الانتهاكات تقضي على حياتهم وعلى مستقبلهم ومعظم هذه الانتهاكات هي انتهاكات منظمة وممنهجة، ويزيد من وتيرتها أنها تقع في وسط مجتمع تنتشر فيه الأمية والفقر ، وتتصدر قائمة المنتهكين لحقوق الأطفال في اليمن مليشيات الحوثي التي بدأت عملياتها المسلحة ضد الدولة منذ عام 2004م في محافظة صعدة شمال شمال اليمن وخلفت حروبها الستة مآسٍ في حق الأطفال.
والطفل في عرف القانون الدولي الصادر عن الأمم المتحدة في 20/ نوفمبر/1989م بحسب المادة الأولى هو ” كل إنسان لم يتجاوز الثامنة عشرة، ما لم يبلغ سن الرشد قبل ذلك بموجب القانون المنطبق عليه”
وفي المادة الثانية الفقرة رقم 2 من قانون حقوق الطفل الآتي” تتخذ الدول الأطراف جميع التدابير المناسبة لتكفل للطفل الحماية من جميع أشكال التمييز أو العقاب القائمة على أساس مركز والدي الطفل أو الأوصياء القانونيين عليه أو أعضاء الأسرة، أو أنشطتهم أو آرائهم المعبر عنها أو معتقداتهم.
هذه القوانين لم تلتزم بها مليشيات الحوثي طيلة الحروب السابقة التي خاضتها عندما تمردت على الدولة.
الطفولة في حروب صعدة الستة:
في حروب صعدة الستة التي ابتدأت منذ 2004م وانتهت في 2009م التي خاضتها المليشيا ضد الدولة كانت نتائجها أرقاماً مفجعة فيما يتعلق بانتهاكات حقوق الأطفال في محافظة صعدة، فقد خلفت ما يقرب 75 ألف طفل بحسب يعانون حالة نفسية كما (نسيم الرحمان) مسئول الإعلام باليونيسيف ويشير المسئول أيضاً إلى أن 60 بالمائة من أطفال صعدة عانوا في فترة تلك الحرب من سوء التغذية مما جعلهم عرضة لأضرار صحية صعبة.
كما أشارت منظمة اليونيسيف إلى أن 55 ألف طفل هم خارج المدرسة في محافظة صعدة بسبب الحروب التي خاضتها مليشيا الحوثي ضد الدولة مما عرقل عملية التعليم في مناطق الصراع .
انتهاكات مليشيا الحوثي للطفولة منذ اجتياح العاصمة:
مؤخراً نشرت منظمة (هيومن رايتس ووتش) في تاريخ 12 مايو آيار 2015م في موقعها على الانترنت تقرير يفيد بأن جماعة الحوثيين المسلحة في اليمن كثفت من عملياتها لتجنيد الأطفال وتدريبهم ونشرهم، في انتهاك للقانون الدولي.
فمنذ سبتمبر/أيلول 2014، عند استيلاء الحوثيين، المعروفين أيضاً باسم أنصار الله، على العاصمة صنعاء، تزايد استخدامهم للأطفال ككشافة وحراس وسعاة ومقاتلين، مع تعريض بعضهم للإصابة والقتل، ودعت المنظمة الحوثيين وغيرهم من الجماعات المسلحة التي تستخدم الجنود الأطفال في اليمن إلى التوقف الفوري عن تجنيد الأطفال.
وذكرت منظمة اليونيسيف أن نسبة الأطفال المجندين في صفوف الحوثيين يصل إلى ثلث المقاتلين، وأفادت المنظمة أنه منذ 26 مارس 2015 (وهو تأريخ بدء عاصفة الحزم) إلى تأريخ 24 إبريل 2015م في أقل من شهر تم تجنيد 140 طفلاً في صفوف الحوثيين.
وقد أفاد صحفيون في اليمن لـ(هيومن رايتس ووتش) أنه في الشهور الأخيرة شاهدوا صبية بين الرابعة عشرة والسادسة عشرة يحملون البنادق والمسدسات ويقاتلون لحساب الحوثيين وغيرهم من الجماعات المسلحة. ووصف أحدهم رؤية صبي في السابعة في نقطة تفتيش تابعة للحوثيين في صنعاء ومعه بندقية هجومية عسكرية.
وأفاد ناشطان محليان يتابعان القضية في مدينة عمران، على بعد 50 كيلومتراً شمالي غرب صنعاء، قالا لـ هيومن رايتس ووتش إنهما شاهدا ما يصل إلى 30 جندياً طفلاً بأحد مراكز الحوثيين هناك، وبينهم بعض الصبية الذين تصل أعمارهم إلى 12 عاماً.
مليشيا الحوثي تعترف بتجنيد الأطفال:
الطفل الجندي هو أي طفل يرتبط بقوة عسكرية أو بجماعة عسكرية دون سن الثامنة عشرة من العمر ولا يزال، أو كان مجنّداً أو مُستخدَماً بواسطة قوة عسكرية أو جماعة عسكرية في أي صفة بما في ذلك على سبيل المثال وليس الحصر الأطفال والغلمان والفتيات الذين يتم استخدامهم محاربين أو طهاة أو حمّالين أو جواسيس أو لأغراض جنسية. (المصدر: مبادئ باريس بشأن إشراك الأطفال في المنازعات المسلّحة، 2007).
ومليشيا الحوثي اعترفت عبر ناطقها محمد البخيتي بتجنيدهم للأطفال صراحة ففي مارس/آذار في عمران، أجرت هيومن رايتس ووتش مقابلة مع الناشطين الاثنين، ومع مسؤول تجنيد حوثي، ومع سبعة من الصبية كان عمر أصغرهم 14 عاماً. وقال الصبية إنهم قاتلوا أو قاموا بمهام عسكرية أخرى لحساب الحوثيين على مدار العام السابق. وأجمع الصبية على أنهم تطوعوا، لكن أربعة منهم تركوا الحوثيين بعد ذلك لأسباب مختلفة. وجُرح اثنان منهم في القتال.
وقال مسؤول التجنيد، وكان في أواخر الثلاثينات من عمره، لـ هيومن رايتس ووتش إنه نشط في تجنيد الأطفال لحساب الحوثيين في عمران لما يزيد على العام. وقال إن الأطفال الذين لم يحصلوا على تدريب عسكري لا يشاركون في القتال الفعلي، بل يقومون في الأغلب بأدوار الحراسة أو حمل الذخيرة والطعام إلى مقاتلي الجبهة الأمامية. كما يستعيدون المقاتلين القتلى والمصابين ويقدمون الإسعافات الأولية.
وتضيف المنظمة أن لدى الحوثيين سجلاً طويلاً فيما يتعلق بانتهاك حقوق الأطفال واستخدامهم كمقاتلين في صفوف المليشيا، وهو ما قامت هيومن رايتس ووتش بتغطيته منذ 2009.
الأطفال في مليشيا الحوثي يشكلون ثلث المقاتلين:
تعرف ماري تريز كيرياكي رئيسة جمعية المرأة العربية في النمسا وهي موظفة في برنامج الأمم المتحدة لمراقبة المخدرات ومنع الجريمة الجنود الأطفال « هم كل الأشخاص الذين لم تتجاوز أعمارهم سن الثامنة عشرة، وسبق لهم أن شاركوا بشكل مباشر أو غير مباشر في الصراع العسكري المسلح. ويدخل تحت بند التعريف هذا كل الأطفال الذين عينوا في القوات المسلحة النظامية، أو استغلوا من قبل المنظمات أو الميليشيات غير الحكومية، حتى إن كان السلم يسود البلدان التي يقيمون فيها».
من جانب آخر فتحت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، ملف تجنيد الأطفال في القتال الجاري باليمن، واتهم تقرير للصحيفة الأطراف المتنازعة بتجنيد الأطفال وبشكل خاص الحوثيين، إذ يبلغ عدد المقاتلين في صفوفهم من صغار السن ما يقارب الثلث.
وخلع مئات أو ربما آلاف الأطفال الزي المدرسي وحملوا السلاح في اليمن، فانطلق تحذير لمنظمات دولية يلقي الضوء على جانب مظلم من الصراع في اليمن منذ انقلاب ميليشيات الحوثي وصالح على الشرعية.
وبحسب المنظمات المعنية، فإن أعمال الأطفال الذين يشاركون في القتال قد لا تتجاوز الـ13 من العمر، وتتهم هذه المنظمات الأطراف كافة، لكنها ألقت جزءاً كبيراً من اللوم على ميليشيات الحوثي، فقرابة كل الكتائب التابعة لهذه الميليشيات تضم مقاتلين أطفال، كما يقدر عدد المسلحين تحت سن الثامنة عشرة في صفوف الحوثيين بقرابة ثلث قوات الميليشيات التي يقدر عدد مسلحيها بنحو 25 ألف شخص.
وأدخلت ميليشيات الحوثي مبدأ تجنيد الأطفال في اليمن منذ أولى جولات صراعها مع الدولة عام 2004، وهي تقر باستخدام الأطفال غير أنها تزعم أنهم لا يشاركون في القتال، بل يكتفون بإدارة نقاط التفتيش في بعض المناطق، وهي مزاعم يدحضها مقتل عدد من الأطفال في صفوف الحوثيين أثناء المعارك.
ولتجنيد الأطفال أسباب مختلفة، فالأطراف المتنازعة مثل القاعدة والحوثيين يقدمون أموالاً ووجبات منتظمة ومزايا أخرى لمقاتليهم من الأطفال، ويقدر ناشطون مقدار ما يجنيه الطفل المقاتل في اليمن بنحو 100 دولار شهرياً في دولة يعيش أكثر من نصف سكانها تحت خط الفقر.
مليشيا الحوثي تدفع لكل طفل يقاتل في صفوفها 3 دولارات:
وفي تأريخ 12/05/2015 نشرت قناة الحرة تقريراً نشرته نفس الصحيفة بعنوان(في اليمن.. أطفال يحملون السلاح مقابل ثلاثة دولارات في اليوم) ذكرت فيه حالات منها حالة اختفاء الطفل عبدالله (15 عاماً) في تعز قبل ثلاثة أشهر من منزل العائلة في مدينة تعز ولم يكن والده (علي) يعرف أين ذهب، وبعد أسبوع على الاختفاء الغامض، جاء اتصال هاتفي من الطفل عبد الله يخبر والده بأنه أصبح مقاتلا مع المسلحين الحوثيين.
يقول والد عبد الله إنه كان يريد أن يواصل ابنه تعليمه: ” إنه لا يزال طفلا في الصف التاسع.. كان يجب أن يكون حاليا في المدرسة، وليس في ساحات القتال”، ومن أبرز المهام التي يتولاها الأطفال المجندون حراسة المنشآت العسكرية ومقرات الحوثيين.
ويتحدث الطفل أيمن (17) عن حراسته لأحد مراكز المراقبة التابعة للحوثيين في العاصمة صنعاء. ويقول إنه فضل حمل السلاح على حمل الأدوات المدرسية لأن أغلب زملائه فعلوا نفس الشيء.
ويضيف ” لم يكن هناك شيء أقوم به”، وهذا سبب رئيسي يجعل الأطفال يقبلون على حمل السلاح، وتفيد بعض الشهادات أن مراهقين كثر يشعرون بالضجر وهم يشاهدون رفاقهم يتوجهون للقتال، مما يدفعهم للسير في نفس الاتجاه.
وقالت سيدة تدعى أم كمال إن ابنها ذو 17 ربيعا انضم للمسلحين الحوثيين للعمل كحارس، وأضافت أنها جاءت إلى العاصمة صنعاء كي تعيده إلى المنزل، لكن جهودها باءت بالفشل.
تقول أم كمال بحرقة ” لم أرد لابني أن يكون مقاتلا. أردته أن يكمل تعليمه، ويضمن مستقبلا يُمَكِنه من العيش بشكل جيد”.
تزايد استخدام الأطفال كمقاتلين بعد انطلاق عاصفة الحزم:
قال المتحدث الرسمي باسم فرع منظمة اليونيسيف في اليمن محمد الأسعدي في تصريحات صحفية “هناك زيادة بمقدار 47% في معدل تجنيد واستخدام الأطفال في اليمن خلال عام 2014، مقارنة بالأعوام السابقة، وتتضاعف هذه النسبة مع الصراع الدائر، كما أن هناك أطفالا نشاهدهم على عربات عسكرية أو مدنية، يحملون السلاح أو يكونون في وضع قتالي، أو يتمركزون في نقاط التفتيش داخل المدن أو عند مخارجها”.
وعن الأطفال القتلى في النزاعات المسلحة أكد الأسعدي أن عددهم “ربما يكون أكبر من المعلن، نظرا لتعدد جبهات المواجهات المسلحة. ففي الشهرين الأخيرين قتل 77 طفلا وأصيب 44 آخرون. وهذا الرقم متواضع لأننا لا نعلن إلا ما يتم التأكد منه وتوثيقه في قاعدة بيانات”.وأشار الأسعدي إلى أن الفقر والرغبة في الحصول على مصدر دخل تعول به الأسر أفرادها، هو السبب الرئيس لهذا التزايد، ومضى بالقول “بعض المجندين يعدّ التجنيد مصدر دخل يعول به أسرته، وتحديد المرتب يعتمد على الجهة، وفي الجماعات المسلحة، فمن الطبيعي ألا يكون هناك راتب منتظم والأمر متروك لتقدير رئيس الجماعة”.
مشيرا إلى أنه مع زيادة معدلات الفقر في اليمن بسبب الظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد، يضطر كثير من العائلات إلى إلحاق أطفالها بالأعمال المسلحة حتى يساعدوهم في تدبير لقمة العيش، خاصة أن عدد أفراد بعض الأسر يصل إلى 15 شخصا.
وقد رصد الائتلاف اليمني لحقوق الإنسان انتشار الأطفال المسلحين وهم يقفون على نقاط التفتيش في المدن التي احتلتها مليشيا الحوثي بمعية جيش المخلوع علي صالح وكذلك رصد الائتلاف خلال فترة انطلاق عاصفة الحزم منذ 26 مارس 2015م أطفالاً مقاتلين سقطوا في معارك قادتها مليشيا الحوثي والمخلوع علي صالح في تعز وعدن وصنعاء والضالع.
فمحمد حزام أحسن علي الشامي (أقل من 18 سنة) الذي قتل في صفوف مليشيا الحوثي وصالح في 01/06/2015م في العدوان على تعز.
استهداف حياة الأطفال بالقصف العشوائي على السكان:
من جهة أخرى رصد الائتلاف الجريمة البشعة التي ارتكبتها مليشيا الحوثي وصالح بحق مدنيين في مديرية المسراخ قرية “ظهرة القرضين” في جبل صبر بمحافظة تعز خلفت تسعة قتلى بينهم 4 نساء و 3 أطفال و 9 جرحى بينهم 4 أطفال وامرأة وأسماؤهم كالآتي:
أسماء الشهداء:
1- عاهد عبدالله عبدالغني سعيد 15عام
2- عزام عبدالله عبدالغني سعيد 4 أعوام
3- رمزي عبدالمغني عبدالله 28عام
4- دعاء هزاع عبدالله سعيد 25عام
5- محمد أنور احمد عبدالله سعيد 4سنوات
6- عبدالرحمن احمد علي عقلان 10 أعوام
7- ملوك سعيد محمد ناجي 48 عام
8- أحلام عبدالله علي شرف 28عام
9- سيناء هزاع عبدالله سعيد 17عام
الجرحى:
1- عبدالله عبدالغني سعيد عبدالله 40عام
2- رامي يوسف عبدالغني سعيد 7أعوام
3- وجدي عبدالغني عبدالله 14عام
4- حمد علي عقلان
5- عماد عبد المغني عبدالله 22عام
6- عواد سعيد محمد ناجي 25عام
7- أسرار عبدالله عبدالكريم عبدالله (1) عام واحد
8- حربية سعيد محمد ناجي 20عام
9- ريهام هزاع عبدالله سعيد 8 سنوات.
ومازالت مليشيا الحوثي والجيش الموالي للمخلوع صالح يواصلون حتى كتابة هذا التقرير استهداف المدنيين في تعز والضالع ولحج وعدن وما زال عدد الضحايا يرتفع بسبب جرائمهم التي لا تتوقف.
التوصية ؛
ويرفع الائتلاف اليمني لحقوق الإنسان عضو رابطة الخليج العربي واليمن والأحواز لحقوق الإنسان إلي المفوضية السامية لحقوق الإنسان والي مجلس حقوق الإنسان التابع للجمعية العامة لأمم المتحدة واجتماعه القادم بدورته 29 بجنيف من 15 يونيو إلى 3 يوليو 2015 والى المجتمع الدولي وإلى مؤتمر الهيئة الإسلامية العالمية للمحاميين المنعقد بتركيا في 9 و 10 يونيو الجاري هذا التقرير ويطالب بتبني هذا التقرير وإدانة ميليشيا الحوثيين وعصابة المخلوع علي صالح علي استغلالهم لأطفال اليمن وتجنيدهم وانتهاك القانون الدولي كما تطالب بمعاقبة وملاحقة المسئولين في ذلك.
أعداد الائتلاف اليمني لحقوق الإنسان
عضو رابطة الخليج العربي واليمن والأحواز لحقوق الإنسان.
اترك رد