ستشارك المنظمات الحقوقية الدولية (حلفاء ضد التطرف والارهاب) كمجموعة حقوقية في الدورة 38 لمجلس حقوق الإنسان للأمم المتحدة بجنيف المقرر (من 18 يونيو الي 6 يوليو2018).
وصرح الناطق الإعلامي باسمها د. مهند محمد بأن عدد من الملفات الحقوقية سوف تطرح علي هامش الدورة لتكشف الانتهاكات التي يقوم بها النظام الإيراني وأعوانه ضد حقوق الإنسان خاصة حقوق الشعوب غير الفارسية وما يقوم به أعوان النظام من إرهاب وتطرف وعنف سواء في لبنان او العراق وسوريا واليمن والبحرين وغيرها.
من ضمن الملفات التي سيتم عرضها بدورة المجلس، دور مليشيا الحوثين والإرهاب الممارس ضد الشعب اليمني والانقلاب علي الشرعية وحالات التعذيب والقتل خارج القانون والاختفاء القسري واستغلال الأطفال كجنود وفرض الضرائب والأموال علي أهالي وسكان المدن المحتلة من قبلهم.
ومنها قصة ضحية للتعذيب من قبل مليشيات الحوثين:
(فيديو التعذيب)
https://youtu.be/Q-ixTCMDtLw
المختطف المفرج عنه الشيخ جمال المعمري شاهد على التعذيب الممنهج الذي تمارسه مليشيا الحوثي
خرج جمال المعمري، في صفقة تبادل للأسرى، من أقبية الحوثيين، ولكن مشلولاً، عاجزاً عن الحركة، بعد فترة اعتقال قاربت ثلاث سنوات.
جمال المعمري شيخ قبلي من بلدة جبل يزيد بمحافظة عمران شمالي العاصمة صنعاء، وكان مناهضاً للانتهاكات التي تمارسها مليشيا الحوثي منذ احتلالها لصعدة وتهجيرها لسكان منطقة دماج بسبب مخالفتهم الدينية للمليشيا التي تعتنق المذهب الشيعي وتفرضه بقوة السلاح.
– بداية الاختطاف”
مع احتلال محافظة عمران من قبل الحوثيين، غادر جمال إلى العاصمة صنعاء، إلا أنه بعد ثلاثة أيام كان قد تم اختطافه من بين زوجته وبناته الثلاث وهن نيام في فندق ارماني بالعاصمة صنعاء في مارس 2015 وتم إخفاؤه وتغييبه في زنازين الميليشيا، لتستيقظ زوجته وبناته الثلاث ولم يعد له أثر في الفندق، فبعد منتصف ليلة 13 مارس، سمع المعمري حركة غريبة أمام الغرفة التي نزل فيها في الفندق، ففتح الباب وكان أربعة مسلحين ملثمين يتربصون به، قبضوا عليه واقتادوه نحو المجهول.
لم يسمح المسلحون للشيخ جمال بإغلاق باب غرفته في الفندق، والتي كانت فيها زوجته تغط في نوم عميق، ولم تعرف ما يحدث.
“الزوجة مسكينة” هكذا قال لا تعرف كيف ستتصرف، ليس لها في صنعاء أي قريب، حاول المعمري أن يستعطف المسلحين ويترجاهم أن يسمحوا له بإخبارها وتطمينها، فرفضوا كل توسلاته، ليس للمليشيات دين ولا أخلاق ولا أعراف، هكذا قال.
في منطقة “رسلان” كان أحد أتباع الجماعة من “بيت المرتضى” ينتظر المعمري برفقة نحو خمسين مسلحا، كما قال المعمري، كان أول ما تلفظ به، عنوان صفحة الشيخ المعمري على الفيس بوك، مرددا بعض الجمل ساخرا “أهلا بنصرة المظلومين، أهلا بقول الحق ولو مرا” ثم رحب به قائلاً: “الشيخ جمال المعمري في قبضة “أنصار الله“”.
ومن هنا تبدأ رحلة التعذيب الوحشية.
– طرق التعذيب التي تعرض لها الشيخ المعمري:
يتحدث الدكتور الجنيد عن الأساليب التي مورست بحق المعمري، بالقول: «أدخلوا شالاً بين إبطي ذراعيه، بحيث يقوم أحد المعذبين بسحبه بالشال من عند رأسه على الأرض، وفي نفس الوقت، يسحبه شخص آخر من عند كاحليه، ثم قام الشخصان بسحبه والنزول والصعود على درج السلالم، وشخص ثالث، كان يقوم بركله على جانب مؤخرته. ذلك ما أدى لحدوث شلل طرفي في الذراع اليسرى لجمال، إضافة إلى تلف عصب النسا في منطقة الإلية، والإصابة بشلل طرفي كامل في رجله اليسرى.
يضيف د. الجنيد في منشور له بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: عقب ثلاثة أيام فقط، تعرض المعمري لعملية إخصاء بشعة.
ثلاث سنوات قضاها المعمري في سجون الميليشيا، ولم يسمح له بالزيارة إلا بعد أكثر من عامين، تنقّل فيها بين عدد من سجون ومعتقلات الميليشيا، وكان شاهداً على عشرات الجرائم والتصفيات بحق مختطفين آخرين.
نكّلت الميليشيا بالمعمري، فعذب بآلات حادة منها الدريل الذي اخترق عضلات رجليه، وأحرق جسده بالنار، كان الدم يتساقط أثناء شوي أجزاء من جسده، بينما كان المحققون يستمتعون ويتضاحكون. يقول المعمري إن أول إصابة تعرض لها بالعمود الفقري، عندما عذب بآلات حادة.
عُذب المعمري بالكهرباء، فكان المحققون يضعون أسلاك الكهرباء بفمه، كان يخر مغشياً ثم يعيدونه للتحقيق من جديد.
ومن أساليب التعذيب التي تعرض لها المعمري، تقييده على كرسي بشكل حلزوني، وتقييد يديه إلى الخلف وأرجله إلى الأمام، ويشدونه بقوة، تركز الشد على الجهة اليسرى، ما أدى إلى إصابته بالشلل.
أثناء حديثه كشف عن آثار التعذيب في جسده، بقع سوداء تنتشر على جسده، استخدم “الدريل الكهربائي” كإحدى تلك الوسائل في ثقب ذراعه، بسبب رفضه الاعتذار على قناة المسيرة على منشوراته التي يهاجم فيها المليشيات وزعيمها عبدالملك الحوثي.
اضافة إلى أنه منع من النوم لثمانية أيام متواصلة، واستخدام ابر كانت تسبب له التهابا شديدا في كل جسده، والاحراق بأعقاب السجائر.
استخدمت مليشيا الحوثي التعذيب النفسي ضد المعمري، فكان المحققون يسمعونه صراخ امرأة وهي تبكي يوهموه أنها زوجته، مثل ذلك الاسلوب اكثر ايلاما ووجعا له.
في سجن صلف
بعد 15 من الاختطاف نقل المعمري إلى سجن “صلف“، يفتقد السجن إلى التهوية والاضاءة والنظافة، تعرض المعمري في سجن صلف للاذلال والتنكيل، أحد ضباط الأمن السياسي، يكنى بـ “ابو شامخ” تعرف المعمري على اسمه الحقيقي، قال إنه يدعى صلاح الخلاقي، كان أبرز من مارس التعذيب الوحشي بحقه.
تحدث المعمري عن تفاصيل ما تعرض له من صنوف التعذيب، كان يزأر كأسد، يتوعد ويهدد كل الذين تسببوا في تعذيبه بمقاضاتهم في محاكم دولية، لكنه بكى عندما ذكر بعض الذين توفوا تحت سياط تعذيب المحققين.
قتلوه ..وزعموا انه انتحر
شاهد المعمري قصص مروعة في سجن صلف، شاهد من ثقب صغير أسفل الباب كيف سحلت المليشيات مختطف أمريكي، كان مصاب بمرض القلب، مات بعد تعذيبه بوحشية وضربه على الصدر، بعدها أخذوا أدوية المعمري ووضعوها بجواره، صوروه بقناتهم بأنه انتحر.
طيلة ستة أشهر كان المختطف المعمري، الذي أضرب عن الطعام، يتبول على فراشه، رفضت المليشيات أن تعطيه حفاظات، ولم تسمح له بإخراج فرشه ليتعرض لأشعة الشمس، يتحدث المعمري بحرقة وغيظ.
في سجن جديد لا يبعد كثيرا عن السجن السابق وبذات المعسكر “صلف“، نقل المعمري مع عشرات المختطفين، كان السجن أسوء من سابقه، مزود بشاشات عرض لبث “صرخة” المليشيات بشكل مستمر، كاميرات مراقبة في كل أزقة السجن بما فيها الحمامات، وآلات تنصت أيضا.
يفتقد السجن للنظافة والتهوية وعدم وجود “شماسي” أصيب السجناء بالجرب، خرج بعض المختطفين من سجن صلف جثثا هامدة جراء التعذيب الوحشي والاهمال الصحي.
تفخيخ السجن
عمدت المليشيات على تحويل باحة السجن إلى معسكر لتدريب مسلحيها، أصوات المسلحين وهم يتدربون أصوات المدافع والرشاشات، صواريخ مضادة للدروع، كانت المليشيات تهدف إلى ان يستهدف طيران التحالف مبنى السجن، لكن ذلك لم يحدث، بعد ثلاثة أشهر استهدف الطيران أحد المباني المجاورة للسجن، وبسبب ضغط الانفجار فتحت بعض شبابيك زنزانة مجاورة، تمكن أحدهم من الهرب،
لكنه تفاجأ بأن المليشيات كانت تفخخ السجن بالألغام لتفجيره، اخبر السجناء بالحادث، استطاعوا خلع باب الزنانة، وعثروا على تلفون في احد المخازن اتصلوا بمنظمات وقنوات فضائية، فتراجعت المليشيات عن قرار تفجير السجن الذي كانت تريد تفخيخه وتحميل التحالف العربي المسؤولية.
بعدها هاجم مسلحون السجن بالقنابل الغازية، لمدة ثلاث ساعات، أصيب المختطفون باختناقات، ثم جمعوهم إلى صالة السجن شبه عرايا، كما طلبوا منهم، وأطلقوا عليهم الرصاص الحي، أصيب الشيخ حسين راشد الحسوي، من أبناء صعدة، وشريك تاجر السلاح والممنوعات المعروف فارس مناع، الذي أبلغهم بتفخيخ السجن بالألغام، بطلقة ببطنه، كان يطلب من المعمري أن يربط جرحه، رد عليه، لا أمتلك إلا يد واحدة، “كانت أمعائه تندلق أمامي وأنا أنظر، ولا حيلة لي، فارق الحياة، العشرات من المختطفين كانوا ينزفون بشدة” هكذا قال.
في سجن الأمن السياسي
بعد تلك الحادثة نقل المعمري وعشرات المختطفين إلى سجن الأمن السياسي، ظنوا أن وضعهم سيتحسن، لكن لم يتغير سوى السجن فقط، أما الوحشية وأساليب التعذيب هي ذاتها.
استقبلوا المختطفين بالضرب بأعقاب البنادق والهراوات والركل، في السجن، لا ماء، لا صابون، لا غذاء، تساقط عشرات المختطفين من الجوع.
في تلك الفترة نقل مقر البنك المركزي إلى عدن، فسمحت المليشيات بالزيارة بهدف الاسترزاق، لكنها استثنت المعمري من تلك المنحة، كي لا يتعرفون على وضعه الصحي.
عندما طالب المعمري بالسماح له بالزيارة ضربه مشرف السجن “أبو عمار” ضربا مبرحا، كان يضرب في جسد ميت، هكذا قال المعمري.
أحد المختطفين يدعى سالم اللودري، مصاب بجرح في فخذه، طالبهم أن يحضروا له علاج أو مطهرات، أحضر السجان قطعة خشب غليظة وضربه بمكان الجرح نحو ست ضربات، كان الدم يتدفق، أغمي على اللودري ولم يعرف مصيره بعد ذلك.
مطارق حديدية
استخدم المحققون في سجن الأمن السياسي مطارق حديدية لضرب المختطفين أثناء التحقيق، كانوا يضربونهم في مؤخرة الرأس، أحدهم ضرب حتى تورم رأسه، أصيب بالهذيان بعد ذلك، عشرات المختطفين أصيبوا بجروح بليغة في الرأس بعضهم تسببت له بعاهات مستديمة.
ذات ليلة استدعى المحققون المختطف، مسعود يحيى البكيلي، من أبناء “بكيل المير“، مديرية الملاحيظ صعدة، قبل أن يذهب، قال مسعود للمعمري ” أنا أمانة بعنقك” كان المعمري يشهر ملابس مسعود البكيلي ويبكي بحرقة، لم يبك طيلة جلسة الاستماع، إلا عندما ذكر مسعود، تعهد أنه سيناضل لانتزاع حقه وانصافه.
أثناء التحقيق ضرب مسعود بعنف بالمطرقة على رأسه عدة ضربات، كانت الدماء ظاهرة على ثيابه، تلك الليلة كانت هي الأخيرة في حياته، فاضت روحه صباح اليوم التالي متأثرا بما لاقاه من التعذيب والتنكيل، زعمت المليشيات في وسائل اعلامها أنه توفي بعد اصابته بمرض الكوليرا، تهمته الوحيدة أن نسيبه يسكن في حجور.
لخص المعمري معاناة ثلاث سنوات في أقل من ساعة، لم يذكر كل شيء، لكنه تطرق إلى أبرز ما عانى وما رأى فقط.
بعد يومين من وصوله مارب، اتصلت به بعض قيادات المليشيات، وطلبوا منه عدم الظهور على وسائل الاعلام مقابل اعادة كل ما نبهوه من بيته، لكنه رفض ذلك وأصر على فضح المليشيات بحق المختطفين.
المنظمات المنطوية تحت(حلفاء ضد التطرف والارهاب):
# المركز الخليجي الأوروبي لحقوق الإنسان
# الموءسسة اللبنانية للديمقراطية وحقوق الإنسان(لايف)
# منظمة الرسالة العالمية لحقوق الإنسان
# جمعية البحرين لمراقبة حقوق الإنسان
# جمعية كرامة لحقوق الإنسان في البحرين
# المركز الاحوازي لحقوق الإنسان
# المرصد البلوشي لحقوق الإنسان
# الائتلاف اليمني لحقوق الإنسان
# المرصد السوري لتوثيق جرائم الحرب
# البوابة العربية لمعلومات حقوق الانسان
اترك رد