وجهت 21 دولة غربية، بالإضافة إلى اليابان، رسالة إلى أكبر مسؤولين في الأمم المتحدة في مجال حقوق الإنسان؛ للتنديد بالاعتقالات التعسفية في الصين بحقّ اتنية الأويغور وأقليات أخرى في إقليم شينجيانغ.
وأعرب موقعو الرسالة الذين يطلبون من المفوضة العليا نشر الوثيقة على موقعها، عن “قلقهم حيال تقارير موثوق بها تتحدث عن اعتقالات تعسفية (…) وكذلك عن رقابة واسعة النطاق وقيود تستهدف خصوصا الأويغور وأقليات أخرى في شينجيانغ في الصين”.
ووُجّهت هذه الرسالة، التي وقعتها خصوصا فرنسا وأستراليا والمملكة المتحدة وسويسرا والدنمارك ونيوزيلندا والنروج وهولندا، إلى المفوضة العليا لحقوق الإنسان ميشيل باشليه ورئيس مجلس حقوق الإنسان كولي سيك.
وجاء في الرسالة: “نذكّر الصين بواجباتها كعضو في مجلس حقوق الإنسان بشأن احترام أعلى معايير في مجال تعزيز وحماية حقوق الإنسان والتعاون بشكل كامل مع المجلس… ونطلب من الصين احترام (…) التزاماتها الدولية، واحترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية، وبينها حرية الدين والمعتقد، في شينجيانغ وفي جميع أنحاء الصين”.
من ناحية أخرى كان قد نشرت تقارير استقصائية ودقيقة تفيد بأن الصين تمارس جرائم وحشية بحق المسلمين الإيغور وذكرت التقارير بأن 31 مسجداً وموقعين من المواقع المقدسة لدى مسلمي الإيغور التي قامت الحكومة الصينية بهدمها كلياً أو جزئيا منذ العام 2016 في مقاطعة شينجيانغ الصينية.
وهذا الاستنتاج توصلت إليه تقارير أعدتها صحيفتا ”الغارديان“ و ”بيلينكات“، وهما صحفيتان بريطانيتان استقصائيتان، استندتا في تقريرهما إلى تحليلات أجريت على الصور التي تم التقاطها بواسطة الأقمار الصناعية.
وهذه النتائج هي أحدث دليل على الحملة المستمرة التي تشنها الحكومة الصينية ضد مسلمي الإيغور والأقليات العرقية المسلمة الأخرى.
وقال وزير الخارجية مايك بومبيو، في كلمة له في 3 حزيران/يونيو ”إن قيادة الحزب الشيوعي الصيني تسعى بشكل ممنهج إلى خنق ثقافة أقلية الإيغور والقضاء على عقيدتهم الإسلامية“.
فمنذ شهر نيسان/إبريل 2017، تم احتجاز أكثر من مليون نسمة من أبناء مسلمي الإيغور والأقلية الكازاخية والأقليات العرقية المسلمة الأخرى في معسكرات في مقاطعة شينجيانغ. وتفيد التقارير أن السجناء يتعرضون داخل معسكرات الاعتقال للضرب والتعذيب ويجبرون على التخلي عن الإسلام.
وتشير التقارير الواردة من شينجيانغ إلى أن الصين تقوم بتحويل المساجد إلى مراكز للدعاية الشيوعية أو قاعات للترفيه أو حانات تقدم المشروبات الكحولية التي يعتبرها المسلمون من المحرّمات الممنوعة شرعًا. وقالت روشان عباس، رئيسة منظمة ’الحملة من أجل الإيغور‘ للدعم والمناصرة، إن الناس الذين يعيشون في شينجيانغ لا يمكنهم التحدث بصورة مباشرة عن إزالة وهدم المساجد خوفا من السلطات. وأضافت أن الناس هناك ”لا يقولون انظر، هذا المسجد تحول إلى حانة‘، ولكنهم سيقولون ’آه، لدينا حانة جديدة هنا، لقد كان ذلك هو المسجد القديم. يا للروعة.‘ ولكننا نفهم الرسالة“
وفي رحلة قامت بها مؤخرًا إلى شينجيانغ، وجدت مراسلة صحيفة وول ستريت جورنال، إيفا دو، أن مسجد وسط المدينة في أكسو قد تم إغلاقه وتحويله إلى مشرحة.
وقال دارين بايلر، المحاضر في علم الإنسان الاجتماعي والثقافي بجامعة واشنطن، خلال مؤتمر أقيم في نيسان/إبريل حول أزمة حقوق الإيغور، برعاية معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وجامعة هارفارد، إن المساجد في شينجيانغ كانت في العام 2014عامرة بالمصلين. بعض المساجد “لا تزال مفتوحة، لكن هناك نقاط تفتيش أمامها، لذا لا يدخلها أحد.”
اترك رد