عقب رفع الدعم عن المشتقات النفطية في إيران اندلعت تظاهرات في عموم محافظات إيران يوم الجمعة 15 نوفمبر تشرين الثاني احتجاجا على قرار تقنين سعر البنزين وإلغاء الدعم عنه وهو ما أدّى إلى رفع سعر البنزين بنسبة 50 في المائة. وبحسب الحكومة، فإنها ستستخدم عائدات تخفيض الدعم عن الوقود في الدفع النقدي للأسر ذات الدخل المنخفض اعتبارا من يوم الاثنين.
وقد واجه النظام الإيراني الاحتجاجات السلمية بمزيد من العنف وبالرصاص الحي وأفادت تقارير الأمم المتحدة الواردة من إيران بمقتل العشرات خلال الاشتباكات بين قوات الأمن ومن وصفتهم السلطات “بمثيري الشغب” الذين أرادوا الهجوم على المراكز ومقرّات الشرطة، إضافة إلى اعتقال أكثر من 1000 شخص خلال يومين من الاحتجاجات التي شهدتها عشرات المدن والمناطق في كافة أرجاء البلاد شارك فيها عشرات الآلاف من المحتجين.
وقالت “هيومن رايتس ووتش” إن قوات الأمن الإيرانية تستخدم القوة المفرطة على ما يبدو ضد المحتجين الذين تظاهروا بعد زيادة الحكومة المفاجئة في أسعار المحروقات في البلاد. أمرت السلطات بقطع الإنترنت بشكل شبه كامل. تُظهر مقاطع الفيديو النادرة للاحتجاجات على وسائل التواصل الاجتماعي وسط قطع الإنترنت إطلاق قوات الأمن النار مباشرة على المتظاهرين في مدن مختلفة.
وفقا لوسائل إعلام إيرانية، اندلعت الاحتجاجات في أكثر من 100 مكان في إيران في 16 نوفمبر/تشرين الثاني بعد إعلان الحكومة مساء 15 نوفمبر/تشرين الثاني عن زيادة حادة في أسعار المحروقات. أكدت مصادر حكومية مقتل خمسة أشخاص على الأقل خلال الاحتجاجات والقمع العنيف على يد السلطات، من بينهم شرطي. تُقدّر جماعات حقوقية إيرانية أن عدد الضحايا أكثر بالعشرات؛وأفادت “وكالة فارس للأنباء”، المقربة من “الحرس الثوري الإسلامي الإيراني”، أنه بحلول 17 نوفمبر/تشرين الثاني، اعتقلت السلطات 1000 شخص وتضرر أكثر من 100 مصرف في الفترة نفسها.
وحتى يعزل النظام الإيراني ما يحدث عن العالم أمر “مجلس الأمن القومي” بقطع الإنترنت عن البلاد اعتبارا من مساء 15 نوفمبر/تشرين الثاني. لا يزال الإيرانيون العاديون معزولين إلى حد كبير عن الشبكة العالمية، مع وصول بعض وكالات الأخبار والمكاتب الحكومية إلى الإنترنت على ما يبدو. بحلول 19 نوفمبر/تشرين الثاني، تدنّى الاتصال بالشبكة إلى مستوى مذهل بلغ 4% من المستوى الطبيعي.
أظهرت مقاطع فيديو وصور على وسائل التواصل الاجتماعي استعرضتها هيومن رايتس ووتش احتجاجات في مدن طهران، وأصفهان، وشيراز ومدن أخرى عديدة في مقاطعات البرز، وأصفهان، وطهران، وكردستان، وكهغيلويه، و بوير أحمد، وإيلام، وكرمان، وخوزستان، مع اشتعال النيران في مصارف ومحطات وقود ومبانٍ حكومية. أكدت مواقع الأخبار الرسمية والسلطات مقتل خمسة متظاهرين (اثنان في مدينة بومين وواحد في مدينة شهريار وواحد في مدينة إسلام شهر، وجميعها تقع في محافظة طهران، ومقتل متظاهر آخر في سيرجان في محافظة كرمان)، بالإضافة إلى مقتل شرطي.
وقالت منظمة العفو الدولية إنها تأكدت من مقتل 106 أشخاص خلال 5 أيام من الاحتجاجات في إيران، والتي فجرتها زيادة حادة في أسعار الوقود، وبالرغم من هذا، ترى المنظمة أن العدد الفعلي للضحايا أكبر بكثير.
وتفيد تقارير للبي بي سي بأن عدد القتلى ربما يصل إلى مئتين من المتظاهرين في الاشتباكات مع عناصر الأمن، وتظهر مقاطع مصورة يبدو أنهم من عناصر من الأمن وهم يطلقون النار على متظاهرين.
وتتبنى إيران في سياستها الخارجية دعم الحركات والمليشيات المسلحة خارجة عن إطار القانون في العراق وفي لبنان وفي سوريا وفي اليمن، وكل هذه المليشيات تتلقى دعماً مالياً وإعلامياً لزعزعة أمن المنطقة وفرض حالة هيمنة على أربع دول عربية تم تدمير اقتصاداتها تماماً، ويواصل النظام الإيراني هذا الدعم على حساب المواطن الإيراني الذي يرزح تحت خط الفقر.
اترك رد