لقد كان من المقيت أن نشاهد ونسمع عضو البرلمان الهندي والقيادي في حزب بهارتيا جاناتا الحاكم في الهند المدعو:شوبرا مانين سوامي (Subramanian Swamy) وهو يجاهر بكل وقاحة وصفاقة بخطابه العنصري والفاشي بحق المسلمين، وذلك في حواره مع الإعلامية: (Isobel Yeung) بتاريخ 1 أبريل 2020م، حيث قال إن المسلمين لا يستحقون نفس الحقوق التي يتمتع بها أي شخص آخر يعيش بالهند، لأنهم غيرمتساويين مع باقي الهنود، بل إذا تجاوزت نسبتهم (30%) من السكان في أي بلد فإنهم يصبحون مشكلة كبيرة بسبب معتقدهم الإسلامي، وأنه لا يجوز إساءة تفسير المادة الرابعة عشرة من الدستور الهندي والتي تنص على أن الجميع متساوون أمام القانون، وذلك أن المساواة تكون بين متساويين – بحسب القيادي المتطرف – ولكن المسلمين لا يساوون غيرهم ولا يمكن منحهم نفس الحقوق التي تُمنح (لباقي البشر)!.
إننا نشجب بشدة هذا الخطاب النازي المتطرف، والذي أصبح السمة المميزة للحزب الهندوسي الحاكم في الهند، على مرأى ومسمع من العالم ، وكانت نتيجته تمرير قانون المواطنة العنصري بحق المسلمين، وحرمان (2) مليون مسلم حتى الآن من جنسياتهم، ومقتل وتعذيب وتشريد مئات بل آلاف المسلمين ، مع ورود تقارير دولية حول تنفيذ مخطط عنصري لتهجيرهم من مناطقهم.
لقد شجبت المفوضية السامية لحقوق الإنسان غير ذات مرة هذا التطرف الهندوسي بحق المسلمين، وعمليات القتل والعنف والتهجير، وكذلك فعلت المنظمات الدولية والعالمية، مثل منظمة العفو الولية ومنظمة هيومن رايتس ووتش، وذلك أن العالم قد اعتاد عبر تاريخه على أن هذا النوع من الخطاب الفاشي يُساق بهدف التمهيد والتبرير لعمليات القتل والإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية، ولهذا جاءت المواثيق والمعاهدات الإنسانية الدولية كافة لشجبه وتجريمه أمام القانون، باعتبار البشر جميعًا متساوون، بغض النظر عن جنسهم ومعتقدهم ولونهم، فالميثاق العالمي لحقوق الإنسان ينص في المادة السابعة منه: “كل الناس سواسية أمام القانون، ولكل فرد الحق في أن يتمتع بحماية متكافئة منه دون أي تفرقة، كما أن لهم جميعًا الحق في حماية متساوية ضد أي تمييز يخل بهذا الإعلان”، والدستور الهندي ذاته ينص في المادة الرابعة عشرة منه: (الجميع متساوون أمام القانون…).
وعليه، نطالب بضرورة اتخاذ الإجراءات القانونية والحقوقية والإعلامية اللازمة بحق عضو البرلمان الهندي المذكور أعلاه من أجل توقيع العقاب اللازم بحقه ومنعه من المضي في سياسة التحريض وخطاب الكراهية، وتقديمه للمحاكمة أمام المحاكم الجنائية بداخل الهند وخارجها، فضلًا عن باقي القيادات المتورطة في الجرائم غير الإنسانية في الحكومة الهندية بزعامة رئيس الوزراء ناريندا مودي، ومخاطبة الحكومات والمؤسسات الدولية والعالمية المعنية ، وذلك لقطع الطريق أمام حدوث مزيد من الجرائم وعمليات القتل والتطهير ضد المسلمين أو غيرهم، فالخطاب النازي لهذا الحزب قد أخذ الهند إلى منعطف غير إنساني تُلطخه الدماء.
مرفق:
الرابط الإلكتروني لمقابلة عضو البرلمان الهندي ( Subramanian Swamy)
Showtime’s ‘Vice’ Exposes Human Rights Crisis as Muslims Are Targeted in India (Exclusive Video)
جمعية كرامة لحقوق الإنسان / مملكة البحرين
اترك رد